كان الأستاذ عبد الحليم رمضان يترافع ، وفجأة استوقفته المحكمه ، وقررت انهاء مرافعته عند الحد الذي ترأى لها ، وبالطبع رفض المحامي .. بل ورفضت كل هيئه الدفاع.
-
وفي صرامه شديده قال رئيس المحكمه :
المحكمه تأمر الدفاع بالتوقف عند هذا الحد.
– فقال المحامي : انا لا اسمح لاحد كائنا من كان ان يأمرني بأمر يمنعني كمدافع عن أحد الخصوم في الدعوي ، وأننا محامين ولسنا جنوداً في جماعه عسكرية.
وهاج الدفاع .. وانفعل ..
-
فرد رئيس المحكمة : ان هيئة الدفاع تحدث شوشره في القاعة ..
وطلب من سكرتير الجلسة تسجيل ذلك !
– فوقف الدفاع وأصر علي محو عباره ( شوشره ) لانه لا يجوز مخاطبة المحامي بمثل هذه العبارة من المحكمة التي يكن لها كل احترام.
ولان الإحترام هو أساس التنظيم القضائي بين المحكمه والدفاع .. ولان الدفاع في موقفه هو قاض واقف ، ولانه لم يشوشر من حيث الواقع.
لكن أبدي وسيبدي طلبات تخص المتهم.
– وكان خالد الاسلامبولي قد طلب في بداية الجلسه تنحية أحد المحامين المترافعين عنه والاكتفاء بالباقي.
ولم يعجب هذا رئيس المحكمة ، الذي حاول ان يسأل خالد ( بشكل يوحي بأنه استجواب ) ، عن أسباب ذلك ؟!
فقال الدفاع الباقي عن خالد ، أنها أسباب شخصية وليس للمحكمة ان تسال ، وليس لها عموما ان تتدخل في العلاقه بين المتهم ومحاميه ، واذا كان خالد لا يريد ان يفصح عن الاسباب الشخصيه ، فتلك من اطلاقات حقوقه.
ولا يقبل الدفاع اي محاولة لاستدراج المتهم لكشف اسراره ، والتي قد تسئ للمتهم او تسئ للمحامي الذي طلب تنحيه.
-
ووقف الاستاذ عبد الحليم رمضان ، يلتمس من المحكمه سماع باقي المرافعة وترفض المحكمة ، وتطلب من الاستاذ حافظ الختام ، محامي احد المتهمين ان يبدأ مرافعته !
– فوقف الأستاذ حافظ قائلا : ان له مواعيد حددتها له المحكمة ، ولا يقبل منه أن يترافع علي أنقاض مرافعه زميل له !
-
فقال رئيس المحكمة ، ان إصرار الأستاذ المحامي علي ان يبدأ مرافعته في المواعيد التي يقول عنها ، يعتبر خروجا علي قرار المحكمه ، وتأمر بتغريمه خمسين جنيها ، مع إخطار نقابه المحامين لاتخاذ اللازم قبله.
– فقال الاستاذ حافظ : انا لم اتراخ في الدفاع ، وانا جاهز بعد ان يكمل الأستاذ عبد الحليم رمضان مرافعته ، وان كنت قد رتبت دفاعي علي أساس استكمال دفاعه ، وان قرار المحكمه بجدوله الدفاع بالصوره التي قررتها …
-
وقاطعه رئيس المحكمه : المحكمه تمنع الاستاذ من الاسترسال ، وقد سبق التنبيه عليه لاستكمال مرافعته ، وان المحكمه تصر علي المواعيد التي حددتها للمرافعه علي اساس الانتهاء في خلال اسبوعين كحد اقصي …
وقد امرت المحكمه بتنحية الاستاذ / حافظ الختام عن المرافعه عن موكله ، وندبت بدلا منه الاستاذ / محمد عبد المقصود !
– فوقف المتهم ليقرر انه اعاد توكيل الاستاذ حافظ وانه يتمسك به.
-
وباصرار غريب رد رئيس المحكمه قائلا :
ان المحكمه تعيد تنحية المحامي عن المرافعه !
– فيقف المتهم مره اخري ويطالب بمحاميه ، وترفض المحكمة ، ويتكرر الموقف مره ثالثه.
-
وهنا يقف المحامي الذي انتدبته المحكمة ليعلن : انه لا يجوز له الحضور كمنتدب مع متهم يتمسك بمحاميه الموكل ، وانه لا يجوز ابدا اجبار متهم ان يقبل محامياً عنه ويرفض آخر .. وان هذا ليس حق المحكمة.